انضم لقائمة الانتظار
استثمر في بيئة عملك واجعل فريقك أكثر إنتاجية وسعادة
لقد لعب العالم الرقمي دورًا محوريًا في تشكيل هوية العديد من أفراد الجيل زد Z. فمن خلال منصات التواصل الاجتماعي والمجتمعات الرقمية، تمكنوا من اكتشاف ثقافات أخرى متنوعة والتفاعل معها بشكل فعال.
منذ مدة وجيزة، شاركت أنا وزملائي في العمل والإدارة في اجتماع موسع لمناقشة أهداف الشركة ورؤيتها الطموحة للعام المقبل.
وقد كانت القاعة تعج بالحيوية والنشاط، حيث تعالت الأصوات حينًا وخفتت حينًا آخر، بينما كان الحضور يتبادلون الأفكار والنقاشات بحماس ملحوظ لفت انتباهي التنوع الملحوظ بين الموظفين، لا سيما وأن غالبيتهم كانوا من جيل الشباب، أو ما يُعرف بجيل زد (Z).
وكان جليًا أن مهاراتهم التكنولوجية والإبداعية متميزة، الأمر الذي أضفى على النقاشات طابعًا حيويًا وديناميكيًا فريدًا. فقد كانت الأفكار تنساب بسلاسة، وكان كل فرد منهم يضيف لمسته الخاصة والمميزة.
وفي تلك اللحظة، أدركت بوضوح أن الجيل Z يغير طريقة عملنا فعليًا، لكن هل الشركات مستعدة حقًا لهذا التحول الكبير؟ وكيف سيعيد جيل زد تشكيل بيئات العمل؟
المقال التالي سيجيبكم عن تساؤلاتكم، وسيشرح لكم كيف الجيل z يغير طريقة عملنا على نحو أكثر فاعلية.
قد يهمك قراءة المقال التالي: الإقالة الصامتة: كيف تستفيد من التهميش المهني في صقل مهاراتك الوظيفية؟
يأتي جيل “زد” مباشرة بعد جيل الألفية في التسلسل الزمني، إذ يحدد العلماء فترة ميلاد أبنائه بدقة، من منتصف التسعينيات حتى منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ويتميّز هذا الجيل بسمّة فريدة؛ إذ يُقال إن أفراده لا يشعرون بفارق واضح بين حياتهم الواقعية وعالمهم الرقمي، ما يعكس اندماجًا غير مسبوق بين العالمين المادي والافتراضي.
ونتيجةً لهذا التداخل الوثيق، تبرز مجموعة من التأثيرات العميقة التي تطال مختلف جوانب الحياة، ولا سيّما في بيئات العمل.
لكن، كيف يمكن لجيل جديد أن يغير عالم الأعمال؟ وما هي أبرز سماته؟ تابعوا القراءة لتتعرفوا عليه بشكل أفضل.
نشأ جيل Z في ظل تحولات تكنولوجية متسارعة أعادت تشكيل التجارب الاجتماعية وطرق التفاعل.
هذه النشأة في بيئة تتسم بعدم اليقين منحت هذا الجيل خصائص فريدة، أبرزها المرونة، وسرعة التكيف مع التغيرات التي تطرأ على بيئات العمل.
على سبيل المثال، كثير من أفراد هذا الجيل قادرون على التكيّف السريع مع أنظمة عمل هجينة أو عن بُعد دون الحاجة إلى تدريب طويل، وذلك بفضل اعتيادهم على التقنيات الحديثة.
كما أن هذه الظروف فتحت أمامه آفاقًا جديدة للتفكير في المستقبل، ودفعت أفراده إلى إنجاز المهام بأساليب تتسم بالإبداع والابتكار.
يظهر ذلك بوضوح في اتجاه العديد منهم إلى ريادة الأعمال الرقمية، مثل إنشاء محتوى على منصات التواصل أو إطلاق متاجر إلكترونية صغيرة، حتى قبل دخول سوق العمل التقليدي.
في عصر الإنترنت والمعلومات، نشأ جيل يتمتع بإحساس عالٍ بالاستقلالية. فهو لا ينتظر الإجابات، بل يبحث عنها بنفسه.
والحقيقة أن هذا السلوك لم يأتِ من فراغ. فالنشأة في عالم مفتوح ومترابط، جعلت من التساؤل عادة يومية، ومن الشك نهجًا في التفكير.
أفراد هذا الجيل لا يقبلون الأشياء كما هي، بل يميلون إلى التحقق، والمقارنة، سواء كان الحديث عن معلومة في الإنترنت، أو نصيحة من صديق، أو حتى توجيه من مدير.
ومن الطبيعي أن ترى شابًا من هذا الجيل يسأل مديره “لماذا نفعل ذلك بهذه الطريقة؟” أو يراجع مقالة إخبارية ليقارنها بمصادر أخرى قبل أن يكوّن رأيًا.
إنه جيل لا يكتفي بما يُقال له. بل يسعى ليرى الصورة كاملة. وهذه السمة، رغم ما قد تسببه من مشكلات أحيانًا، هي في الحقيقة أسلوب عمل جيل زد وإيمانه بالتغيير والابتكار.
جيل زد لا يكتفي بمجرد التكيّف مع التغيير—بل يطالب به. كما أنه لا يبحث فقط عن وظيفة تؤمن له دخلاً، بل عن دور يُحدث فرقًا.
عندما يتقدّم أفراد هذا الجيل للعمل في شركة، فإنهم يسألون: “ماذا تقدم هذه المؤسسة للعالم؟ هل تُحدث أثرًا حقيقيًا؟“
القيم بالنسبة لهم ليست مجرد شعارات تُكتب على جدران المكاتب. بل هي التزام حقيقي يجب أن يظهر في قرارات الشركة، وفي مواقفها من قضايا مثل المناخ، والمساواة، والعدالة الاجتماعية.
ولهذا السبب، يتوقعون من أصحاب العمل أن يتحملوا مسؤوليات تتجاوز الأرباح، وأن يدعموا القضايا التي تمسهم شخصيًا.
التحدي الحقيقي أمام الشركات اليوم لا يتمثل فقط في جذب كفاءات جيل Z، بل في كسب ثقته.
فالمؤسسات مطالبة بإيجاد توازن دقيق بين تلبية تطلعات هذا الجيل المتحمّس للتغيير، وبين احترام احتياجات وتوقعات الأجيال الأخرى في بيئة العمل.
لقد لعب العالم الرقمي دورًا مهمًا في تشكيل هوية العديد من أفراد الجيل زد .
فمن خلال منصات التواصل الاجتماعي والمجتمعات الرقممية، تمكنوا من اكتشاف ثقافات أخرى متنوعة والتفاعل معها بشكل فعال.
ونتيجة لذلك، فإن الجيل Z يقدر بشكل كبير العمل الجماعي كوسيلة لإنجاز المهام وتحقيق الأهداف.
وهكذا، يمكننا أن نرى كيف أن التجارب الرقمية والتشاركية لهذا الجيل قد شكلت قيمهم وتوقعاتهم في مختلف مجالات الحياة، بما في ذلك بيئة العمل.
يميل أفراد هذا الجيل إلى تفضيل نموذج قيادي يعتمد على الخبرة المحددة بمهمة أو وقت معين.
ولعل هذا يفسر تفضيلهم لأساليب إدارية مبتكرة، مثل:
علاوة على ذلك، تعد الشفافية عنصرًا أساسيًا في نظرة الجيل Z للقيادة. فهم يبحثون عن قادة يخدمون المجموعة، وهو ما ييعرف أيضًا بـ “القيادة الخدمية“.
نشأ هذا الجيل في عصر شهد تحولًا جذريًا في مفهوم ساعات العمل التقليدية. فبدلًا من الالتزام بجدول صارم من الساعة 9 صباحًا إلى 5 مساءً، ظهرت نماذج العمل المرنة.
لذا، نجد أن هذا الجيل يتبنى نهجًا شموليًا للنجاح، يجمع بين التميز في العمل والرفاهية الشخصية.
هذا الجيل يدرك أن الاستثمار في الصحة النفسية والجسدية ليس ترفًا، بل ضرورة أساسية للنجاح المستدام في جميع جوانب الحياة.
جيل Z يتقن التواصل الرقمي بطبيعته. فهو يفضل الرسائل السريعة، والمحتوى المختصر، والتفاعل الفوري.
لا مكان في عالمه للبريد الإلكتروني المطوّل أو الاجتماعات التي لا تنتهي.
ونتيجة لهذه التحولات، فقد دفع هذا التوجه العديد من الشركات إلى إعادة التفكير بعمق في أدواتها وأساليبها التقليدية. وبناءً على ذلك، بدأت المؤسسات تعتمد تدريجيًا منصات اتصال حديثة ومتطورة مثل (Slack وMicrosoft Teams)، بالإضافة إلى تطبيقات المراسلة الفورية المختلفة.
تهدف هذه الخطوة الاستراتيجية إلى مواكبة إيقاع هذا الجيل المتسارع من جهة، وتشجيع نمط تواصل أكثر انفتاحًا وسلاسة من جهة أخرى، مما يسهم في تعزيز بيئة العمل وتحفيز الإبداع.
إليك بعض الاستراتيجيات الفعالة والتي من شأنها مساعدة المؤسسات والشركات في تعزيز تجارب جيل زد مقترحة من قبل منصة بونص:
تركز الشركات عادةً على التجارب الرقمية لتعزيز تجارب جيل زد، وذلك من خلال:
نظرًا لاهتمام الجيل Z بالقضايا البيئية والاجتماعية، يمكن:
يقدر الجيل Z موضوع الحرية الشخصية والتعبير عن الذات، لذا يمكن:
باعتبار أن هذا الجيل نشط جدًا على منصات التواصل الاجتماعي، فيمكن لأصحاب الشركات أن:
يميل هذا الجيل إلى تقدير التجارب أكثر من الممتلكات المادية، لذا يمكن تقديم بطاقات هدايا مثل: بطاقات الرحلات، والحفلات الموسيقية، وبطاقات حضور ورشات العمل.
من خلال تبني هذه الاستراتيجيات، يمكن للمنصات الرقمية أن تجذب اهتمام الجيل Z وتلبي احتياجاتهم وتفضيلاتهم، مما يؤدي إلى زيادة المبيعات وتعزيز ولاء العملاء من هذه الفئة العمرية المهمة.
تتميز منصة «بونص» بمرونتها في تقديم خيارات متنوعة تناسب اهتمامات جيل زد من خلال:
ما يميز بونص حقًا هو تبنيها للقيم الاجتماعية والبيئية التي تهم جيل Z، حيث يمكن للموظفين:
يتجاوز هذا النهج تقديم الحوافز المالية البسيطة إلى تعزيز الشعور بالانتماء والمسؤولية الاجتماعية لدى جيل يضع هذه القيم في صميم قراراته المهنية.
من المتوقع أن يحدث جيل زد تحولات جذرية في سوق العمل، ونماذج العمل التقليدية.
فهذا الجيل الجديد، المتسم بالطموح والإبداع والتكنولوجيا، لن يكتفي بالانصياع للطرق المألوفة، بل سيسعى إلى إعادة تشكيلها بما يتناسب مع احتياجاته ومنظوره الفريد.
ومن الجدير بالذكر أن المهارات الفنية والخبرة العملية وحدها لن تكون كافية لجذب وإشراك هذا الجيل.
لذا، سيتطلب الأمر من المؤسسات إعادة النظر في أساليب القيادة والتحفيز، وإعادة ابتكار بيئات العمل لتصبح أكثر مرونة.
علاوة على ذلك، سيكون من الضروري تطوير برامج التدريب والتطوير المهني بما يتناسب مع التوقعات والتطلعات المتنامية لموظفي الجيل زد.
ولكن ما رأيك عزيزي القارئ هل توافقنا الرأي بأن الجيل z يغير طريقة عملنا بشكل جلي؟ شاركنا تجربتك فكل منا لديه تجربته الفريدة التي تساعد دومًا مشاركتها على أن تعم الفائدة على الجميع، وهذا ما نسعى إليه في «بونص» بشكل دائم.
يعد الجيل Z أول جيل نشأ في عصر الإنترنت الشامل. ولعل أبرز ما يميز هذا الجيل هو اعتماده الكبير على شبكة الإنترنت منذ سنوات عمره الأولى. وإمكانية الوصول إلى عالم المعلومات الرقمي بشكل غير مسبوق.
تتمحور القيم الاجتماعية للجيل Z بشكل أساسي حول مفهومي العدالة الاجتماعية والاستدامة البيئية.
فهذا الجيل يولي اهتمامًا كبيرًا للقضايا البيئية وحقوق الإنسان، مما يدفعهم إلى تفضيل ودعم الشركات التي تتبنى ممارسات مسؤولة اجتماعيًا وبيئيًا.
في مجال التعليم، يتميز الجيل Z بتفضيل واضح للتعلم الذاتي عبر الإنترنت. فهم يعتمدون بشكل كبير على منصات التعلم الإلكتروني المتنوعة، مثل (Coursera وKhan Academy وYouTube)، لتطوير معارفهم وتحسين مهاراتهم.
بالرغم من الميزات العديدة التي يمتلكها جيل Z، إلا أنهم يواجهون تحديات خاصة بهم. يمكن أن يؤدي التواجد الدائم على الإنترنت إلى مشاكل صحية نفسية مثل القلق والاكتئاب.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي التوقعات العالية المتعلقة بالتكنولوجيا والاتصال الفوري إلى ضغط كبير على الأفراد.